أراء ورؤى

قائمة الجهات الإعلامية ليست للتسوق!

بقلم :

عبدالله عنايت

ايعد التواصل مع وسائل الإعلام أمرًا بالغ الأهمية للشركات والمؤسسات؛ وذلك بهدف الوصول إلى الجمهور المستهدف من أجل كسبه والتأثير عليه وبناء سمعة طيبة لديه، وهو ما أدى إلى تعاظم دور وكالات العلاقات العامة والاتصال المؤسسي، باعتبارها حلقة الوصل بينها وبين أصحاب المصلحة المباشرين  لتقديم منتجاتها، وترسيخ علامتها التجارية، وتقوية علاقتها بهم،  وزيادة وعيه وتثقيفه، لدوره في تسويق المنظمة.

وتعتبر العلاقات مع وسائل الإعلام جزءًا رئيسًا من منظومة العلاقات العامة والاتصال المؤسسي، ومن دونها  لا  نضمن  للعلامة التجارية وصولها  إلى الجمهور المناسب، من خلال المحتوى المطلوب، والوسيلة المناسبة.

ومع الثورة التكنولوجية، واحتدام التنافس بين الشركات والمؤسسات لاستهداف الجمهور وكسبه، تقوم وكالات العلاقات العامة بدور محوري  في التواصل مع المنصات الإعلامية؛  للترويج للعلامات التجارية ونشر قصصها، وبناء علاقة مستدامة معها قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل،  فمهمة العلاقات العامة تدور حول مساعدة المنظمة  في معرفة ما تريد قوله ولمن توجه رسالتها، وما هي أفضل وسيلة مقنعة لذلك.

وحتى تقوم وكالة العلاقات العامة بتواصل فعال وناجح، يجب أن يتضمن تواصلها عددًا من العناصر، ومن ذلك:  الاتصال المقنع، وتقديم المحتوى الصحيح، واختيار الوسيلة  المناسبة للجمهور، وتوفر قائمة بالجهات الإعلامية، كون الأخيرة مفتاح نجاح  العلامة التجارية في حملاتها الاتصالية.

اإن إعداد قائمة الجهات الإعلامية ليس أمرًا سهلًا كما يتصور البعض،  فهو عمل داخلي شاق هدفه بناء علاقة مستدامة مع الإعلاميين والمؤثرين، وهي  تمثل  أداة أساسية لوكالة العلاقات العامة لإقامة علاقة إستراتيجية مع المنصات الإعلامية المختلفة، وتتضمن قاعدة بيانات مهمة تحتوي على تفاصيل دقيقة ومحدثة للتواصل مع الصحفيين والمراسلين والمؤثرين والمدونين وغيرهم من جهات الاتصال.

وتمثل القائمة الإعلامية أول خطوة في وضع إستراتيجية تواصل ناجحة للعميل، حيث يقوم فريق العلاقات العامة بإنشائها  بشكل احترافي،  لتحديد وسائل الإعلام والإعلاميين والصحفيين والمؤثرين الذين يناسبون نشاط العميل وطبيعة عمله، لضمان تحقيق أهدافه.

يكمن أهمية القائمة الإعلامية أنها من العناصر الجاذبة للعملاء، بل يمكن القول إنها ميزة تنافسية في الاختيار بين وكالات العامة، إذ إن اهتمام العملاء بوكالة بعينها يعتمد في الواقع على عدة أسس ومن بينها قاعدة بياناتها واتصالات الإعلامية، وهو حقيقة ما يتطلب منها سنوات ليست بالقصيرة في إعداد القوائم والعلاقات الإعلامية.

وعندما يتعلق الأمر بالترويج للعلامة التجارية، تستغرق وكالة العلاقات العامة وقتا لفحص القائمة الإعلامية، وتحديد جمهورها  المستهدف، والمنتجات المناسبة إن كان مقال، أو بيان، أو مقابلة، أو مؤتمر صحفي، وغيره.

ومن المهم إدراك وجود قائمة موسعة للجهات الإعلامية ليس كفيلًا بتحقيق أهداف العميل؛ بل تحتاج إلى مسؤول علاقات عامة محترف، قادر على بناء العلاقات الإعلامية واستدامتها وتطويرها،  لا سيما أن التعامل مع وسائل الإعلام  أمر حساس ومعقد، ويعتمد بشكل كُلي على نهج الفرد مع الإعلام.

ايرى خبراء العلاقات العامة أن قائمة الجهات الإعلامية ليست “قائمة تسوق”، أو مجرد قاعدة بيانات للإعلاميين والمؤثرين،  بل هي  أكثر من ذلك بكثير، فهي جهة اتصال شخصية يتم إعدادها على مدار سنوات لتأسيس وبناء علاقة مستمرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى