
القمة العربية والانتفاضة .. بعيدا عن الأسلحة الفتاكة للشجب والتنديد
محمد محمود عثمان*
يمتلك العرب والمسلمون ترسانة من الاسلحة القوية والفتاكة قوامها الشجب والتنديد والرفض والإدانة ، وهم يتمسكون بها حتى الرمق الأخير من الأراضي العربية التي تضمنتها بروتكولات صهيون منذ المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد بزعامة تيودور هرتزل في مدينة بازل بسويسرا عام 1897 ، الذي اقر بأن هدف الصهيونية هو إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وأن حدوده من النيل إلى الفرات بالوسائل التالية:
تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين و تنظيم اليهود وربطهم بالحركة الصهيونية،واتخاذ السبل والتدابير للحصول على تأييد دول العالم لهذه الأهداف لإعطائها شرعية دولية، تشكيل المنظمة الصهيونية العالمية بقيادة تيودور هرتزل، ثم تشكيل الجهاز التنفيذي “الوكالة اليهودية” لتنفيذ قرارات المؤتمر؛ ومهمتها جمع الأموال في صندوق قومي لشراء الأراضي وإرسال مهاجرين يهود لإقامة مستعمرات في فلسطين، و إقامة وطن لليهود، الأمر الذي تحقق على أرض فلسطين بعام 1948، الذي شهد ميلاد جامعة الدول العربية الذي انبثقت عنه شهادة وفاتها المبكرة بعد أن أصيبت بغيوبة لم تفق منها حتى الآن ،خاصة أن الأهداف اليهودية معلنة وصريحة وواضحة وضوح الشمس وموثقة ولا خلاف حولها ، ولكن الخلاف بيننا في كيفية مواجهة هذه الخطط والأهداف وقراءتها جيدا ومواجهتها باسلوب علمي وعملي ومنهجي يحمي الأرض التي تلتهمها اسرائل بكل الطرق غير المشروعة تحت حماية المجتمع الدولي والدول الكبرى ، وفي ظل صمت عربي مهين،فقد نقلت السفارة الأمريكية إلى القدس وهاهو الرئيس الأمريكي يعتمد قرارا بضم الجولان السورية إلى اسرئيل غير عابء بالدول العربية وحتى الإسلامية ، لأنه يضمن تحقيق المصالح الأمريكية في كل الأحوال بمساعدة أزنابه من العرب ، وكل ما تمخض عنه الموقف العربي هو تنديد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط باعتراف أمريكا الرسمى بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، وتأكيده على أن القرار الأمريكى لا ينشيء حقوقاً أو يرتب أى التزامات ويعتبر منعدم الحيثية القانونية لأن الجولان أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن واعتراف المجتمع الدولي، كما أكد مجلس التعاون الخليجى على لسان أمينه العام عبد اللطيف الزياتى أن قرار الرئيس ترامب يقوض فرص تحقيق السلام الشامل فى الشرق الأوسط الذى لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضى العربية التى تم احتلالها عام 1967 بما فى ذلك هضبة الجولان،
وهذا يشكل تحدياً بالغ الخطورة والأهمية أمام القمة العربية التى تنعقد فى تونس خلال أيام، إذ لابد من البحث عن قنوات عربية لمواجهة ذلك بالاعتماد على النفس وعلى القدرات والامكانات العربية والإسلامية والعلاقات العربية مع دول العالم وتهديد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط حتى ترتدع، وكذلك عودة مقعد سوريا في الجامعة العربية حتى لاتظل بمفردها في مواجهة المخاطر التي تهددها حتى تستقوي بالعرب إذا ظهرت لهم قوة ووزن في التأثير على انتخابات الكنيست الاسرائيلية وحرمان نيتانياهو من تحقيق نصر حاسم على منافسيه في هذه الانتخابات ، وحتى يخفف الضغط على قطاع غزة الذي يتزامن مع قضية الجولان لأن الموقف العربي الحازم يساعد على إنقاذ فرص السلام المتاحة إذا كان لها بقاء ، كما يساعد على تحقيق أمن وسلام واستقرار المنطقة، فمتي ينتفض العرب ؟
=================================
*mohmeedosman@yahoo.com