أخبار عاجلةرئيس التحرير

الخليج على صفيح ساخن .. وإمريكا تقبض الثمن ؟

محمد محمود عثمان  

تعيش منطقة الخليج على صفيح ساخن على الرغم من تراجع حدة   التوتر خلال الأيام   الماضية، فبعد أن يتصاعد التوتر تنخفض حدته  بعد أن تصل الأمور إلى حافة الهاوية وبين الصعود والانخفاض تتأثر الأوضاع الأمنية وترتفع التخوفات  وتتباين التهكنات والتحليلات السياسية والاقتصادية خاصة أن عوامل الاشتعال كامنة وتنتظر مستصغر الشرر، الذي بدا واضحا في  تعرض سفن إماراتية وسعودية لـ”عمل تخريبي” قرب الفجيرة، فضلا عن مهاجمة محطات ضخ النفط السعودية قرب الرياض، وإرسال  الولايات المتحدة الأمريكية – في حشد أمريكى غير مسبوق -لإسطولها الحربي مع   120 ألف جندي للمنطقة،حيث حركت واشنطن حاملة الطائرات أبراهام لينكولن إلى الخليج، وهى تضم مجموعة هجومية مكونة من سفن ومدمرات عدة وعددًا من المقاتلات، وقاذفة تابعة لسلاح الجو الأمريكى فى منطقة الشرق الأوسط، كما حركت البارجة الحربية «يو إس إس آرلنجتون» والتى تنقل قوات مشاة البحرية الأمريكية والمعدات البرمائية والطائرات، وأرسلت بطارية الصواريخ باتريوت بعيدة المدى، وقاذفات من طراز «بى 52» وصلت إلى قاعدة أمريكية فى قطر كجزء من قوات إضافية بالشرق الأوسط ، وصحب ذلك تهديدات الرئيس ترامب الصريحة بضرب إيران ، ثم التراجع عن الضربة أو تأجيلها ، ولا شك أنها سيناريوهات و مناورات إمريكية محسوبة مقدما ومعلوم من سيدفع الثمن ، ومن سيحصٍل الفواتير ، إلا أن غير المعلوم من سيتحمل تبعات ذلك تحديدا ، هل ميزانيات دول  المنطقة ؟ بدون أن يمثل ذلك عبئا إضافيا على اقتصاديات  المجتمعات والأفراد وما يتبع ذلك من سلبيات وهى كثيرة ومتنوعة ومرتبطة ارتباطا وثيقا  بالاحداث المتلاحقة و التساؤلات حول ما إذا نشبت حرب بين واشنطن وطهران، هل ستكون طويلة الأمد أم خاطفة؟وحول إمكانية استهداف طهران للمنشآت النفطية ، والتلويخ بإغلاق  مضيق هرمز الذي يمر من خلاله 30 % من النفط العالمي الموجود في منطقة الخليج ،وأثر ذلك على أسعار النفط العالمية وعلى الدول المنتجة والمستهلكة على السواء، بالإضافة إلى أن قلق إيران من تحريك أمريكا للقطع العسكرية فى الخليج والتهديد باستهداف القواعد الأمريكية فى المنطقة ،والحصار والعقوبات على  إيران،يفاقم من حالة التوتر في الخليج وخاصة في دول الجوار،ومناطق الاحتكاك المباشر بين طهران وواشنطن التي تشمل مياه الخليج العربى و30 قاعدة عسكرية ومعارك بالوكالة فى اليمن وسوريا والعراق وليبيا وربما لبنان والسودان ، مما يجعل المنطقة ملتهبة وفوق صفيح ساخن وقابلة للاشتعال في أي وقت ، وأن فاتورة الحرب ستكون باهظة عسكريا واقتصاديا وبتروليا، ولن يتحمل حلفاء واشنطن فى الخليج توابعها بسهولة ، بل سوف ينعكس ذلك سلبا على المواطنين بعد فرض الضرائب وزيادة تكاليف التأمين وإعادة التأمين على الشحن والسفن وزيادة أسعار الطيران ،وتأثر الصادرات والواردات وقطاعات السياحة،  في ظل التوتروأجواء   التصعيد، و الحرب الاقتصادية على إيران، وفي ظل ما يردده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلا توقف على مسامع الحكام العرب  “ادفع لتبقى”، حيث تشيرالتقديرات  الأولية لتحركات القوات الإمريكية المباشرة في المنطقة حتى الآن بــ 3000 مليار دولار ، تضاف إليها تكاليف غير مباشرة لا تقل عن 1000 مليار دولار، ما يضع دول المنطقةعلى شفى أزمة اقتصادية طاحنة،هذا بخلاف4000 ملياردولار كلفة الحرب إن وقعت ، تبعا لتوقعات الخبراء العسكريين والاقتصاديين ، ولا سيما أن دول الخليج   تكبدت  خسائر بمليارات الدولارات عسكريا واقتصاديا نتيجة الغزو العراقي للكويت في عام 1990 ، كما أن المنطقة مازالت تعيش وضعا أمنيا واقتصاديا غير مستقر، وآثارا وخسائر متواصلة نتيجة لتلك الكارثة ، لذلك يصبح السؤال هو..  من سيدفع ثمن الفاتورة الأمريكية  ؟ هل الحكومات أو الشعوب؟ وهل ذلك سيحقق الاستقرار أو الأمن في المنطقة ؟ أم سيظل مسلسل الابتزار مستمرا مع  تصوير إمريكا لإيران على أنها بعبع المنطقة  ، حتى تقبض قيمة الفواتير. ؟

========================= mohmeedosman@yahoo.com *

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى