هل تعلم.. ماذا جرى في “الغرفة”؟
بقلم :
خليل بن عبدالله الخنجي
اما من مؤسسة أو قيادة إلّا ولها مجموعة من المُبادرات والمشاريع تستمر لمدد متفاوتة تعتمد على همة القيادات التي تتعاقب على إدارة تلك المؤسسات؛ ومنها غرفة تجارة وصناعة عمان التي ساهمت بالكثير منذ إنشائها في العام 1973.. لكن حديثنا اليوم يعود للفترة منذ العام 2007 وحتى العام 2014؛ حيث عملت الغرفة في تلك الفترة على مجموعة من المبادرات الاقتصادية والاجتماعية على المستوى المحلي والخليجي والعالمي ساهمت كلها باسم سلطنة عمان في المحافل ذات الطابع التجاري والصناعي وتخصص الغرف التجارية بشكل عام.
فمثلًا انطلق يوم الإثنين الماضي مهرجان التمور العُمانية الثامن، الذي يعد أكبر حدث زراعي في سلطنة عُمان بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض ورعى افتتاحه معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ويهدف المهرجان إلى الترويج لمنتجات التمور العُمانية واستقطاب الزوار والسياح للتعريف بأنواع التمور العُمانية وتشجيع المنتجين والمزارعين على الاهتمام بأشجار النخيل والحفاظ عليها. وتضمنت النسخة الثامنة من المهرجان الذي نظمته وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالتعاون مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العديد من الفعاليات والمسابقات الفنية. وشارك فيه عدد من المزارعين والمنتجين وأصحاب وحدات تصنيع التمور من مختلف المحافظات ولكن هل تعلم أن هذا المهرجان كان أحد مبادرات غرفة تجارة وصناعة عمان حيث أقيم أول مهرجان في جامعة نزوى في 20 سبتمبر 2010 تحت رعاية المغفور له معالي الشيخ سالم بن هلال الخليلي وزير الزراعة حينذاك.
وهل تعلم عن مبادرة أخرى أقامتها غرفة تجارة وصناعة عمان في تلك الفترة انطلاقة لمشاريع الأمن الغذائي في سلطنة عمان وهو “معرض الباطنة الزراعي”، الذي أقيم في ولاية السويق في 22 يناير 2011، تلاه الإعلان عن شركة الأمن الغذائي بالتعاون مع لجنة الأمن الغذائي في الغرفة برئاسة المهندس صالح الشنفري؛ حيث تحولت تلك الفكرة إلى شركة عمانية حكومية بأوامر من لدن السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- والتي أصبحت لها عدة أذرع في مجال الأمن الغذائي منها الحبوب واللحوم والدواجن والأسماك وغيرها من المنتجات الغذائية التي تهم المواطن والمقيم.
وهل تعلم أنه في العام 2007، ارتفعت أسعار المواد الغذائية على المستوى العالمي وعلى ضوئها سعت الغرفة في معالجة الأزمة بكل السبل، وذلك بدعوة المنتجين والمزارعين والتحاور معهم والبحث عن معوقات مشاريعهم وإيصال مطالبهم إلى الجهات المعنية للتوصل إلى حلول عملية لمشاكلهم. وبادرت الغرفة في العام 2008 لتبني السلة الرمضانية التي تحتوي على معظم المواد الأساسية الغذائية وبأسعار مدعومة من قبل القطاع الخاص واستمرت هذه السلة الرمضانية حتى شهر رمضان من العام الماضي برعاية هيئة حماية المستهلك بدلًا عن الغرفة.
أما في قطاع التعليم، فهل تعلم أن جامعة مسقط خرجت من رحم غرفة تجارة وصناعة عمان وأصبحت واقعًا ملموسًا يسهم في تعليم الأجيال بأعلى المستويات؟ وهل تعلم أن برنامج “نجاح” هو مبادرة إنسانية عنيت بتعليم أبناء ذوي الدخل المحدود والأسر المنتجة في الكليات والجامعات الوطنية على حساب القطاع الخاص، ولكن مع الأسف لم يكتب لهذا البرنامج الاستمرار وجمدت المنح للمستحقين حتى يومنا هذا ولا شك أننا جميعاً نتمنى أن يتم إعادة تفعيل هذا البرنامج وبقية المبادرات المعطلة في القريب العاجل، وهل تعلم أن معرض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تم تأسيسه من قبل الغرفة ولكن تم تبنيه من قبل جهات مختلفة مثل وزارة التجارة والصناعة وهيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
أما الدقم فكانت حاضرة في أروقة غرفة تجارة وصناعة عمان منذ بداية ولادتها حيث تم إقامة أول مؤتمر باسم ملتقى الدقم الاقتصادي في ولاية الدقم برعاية كريمة من صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد آل سعيد في العام 2013 تلاه عدة ملتقيات حتى العام 2019. وهل تعلم أن الغرفة قامت بتأسيس مؤتمر استثمر في صحار في ولاية صحار تماشيًا مع التوجه الحكومي للنهوض بصناعة المؤتمرات في كل المحافظات برعاية كريمة أيضا من صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد آل سعيد.
وأقامت الغرفة حفل توزيع جوائز القادة الدوليين للعام 2012 وكان أبرز المكرمين الحائزين على الجوائز رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان حينذاك، أما الجوائز المستحدثة باسم غرفة تجارة وصناعة عمان فأولها جائزة المسؤولية الاجتماعية والثانية هي جائزة البحوث الاقتصادية التي رعت الغرفة النسخ الأولى منها فقط وتم تجميدها لاحقًا وهل تعلم أن الأمسيات الرمضانية التي ضجت بها مدرجات قاعة مسقط بالغرفة مستضيفةْ أصحاب المعالي الوزراء والسعادة الوكلاء المعنيين بالشأن الاقتصادي في تلك الفترة بحضور كثيف من أصحاب وصاحبات الأعمال.
وهل تعلم أن غرفة تجارة وصناعة عُمان قد ترأست اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي ممثلةً برئيسها حينذاك بين عامي 2012 – و2014، كان للاتحاد حراك على المستوى الخليجي والعالمي، فعلى المستوى الخليجي سعي الاتحاد إلى تفعيل دوره فى السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي واقتراح التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة والتي تهدف بصورة أساسية إلى تحرك السائح بتأشيرة واحدة لما لها مِن انعكاسات على الاقتصاد الخليجي.
وكذلك سعى الاتحاد لتفعيل العلاقة مع الأمانة العامة لمجلس التعاون من خلال اللقاء السنوي الذي تطور إلى لقاءات مع وزراء التجارة والصناعة والأمين العام لمجلس التعاون، وكذلك لقاءات القمة مع القيادات السياسية لدول مجلس التعاون ومنها اللقاء الذي جمع رئيس وأعضاء مجلس اتحاد الغرف الخليجية مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، ومع صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء والتي تُوِّجت بقرار اللقاء التشاوري لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتاريخ 9 مايو 2009 والمتضمن أخذ رأي القطاع الخاص الخليجي من خلال اتحاد الغرف الخليجية فى القرارات والقوانين ذات الشأن الاقتصادي وذلك لتفعيل الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام، إلى جانب إطلاق تنظيم فعاليات ملتقى صاحبات الأعمال الخليجيات الذي انطلق من العاصمة العمانية مسقط، ومن بعدها انتقل إلى مملكة البحرين ودولة قطر وبعدها بإمارة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب إطلاق ملتقيات متعددة منها تلك التي تتعلق بأسواق العمل واتخذت من الشارقة مقرا لها، إلى جانب تعزيز وتفعيل دور الاتحاد من خلال إقرار إقامة المقر الأول للاتحاد فى الدمام على الأرض الممنوحة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه-.
كذلك كان هناك للاتحاد تحرك على المستوى العربي من خلال اتحاد الغرف العربية وكذلك فى الغرف العربية الأجنبية المشتركة وتوحيد المواقف للغرف الخليجية في اتحادات الغرف العربية والغرف العربية الأجنبية المشتركة، إلى جانب تعزيز دور القطاع الخاص على المستوى الإسلامي وتفعيل دور القطاع الخاص الخليجي في الغرفة الإسلامية .
كما انطلق الاتحاد آنذاك إلى العالم الخارجي من خلال غرفة التجارة الدولية، والدخول فى تحالفات مع المنظمات والمؤسسات التمويلية لتنظيم الفعاليات الخارجية مثل تنظيم الملتقى الاقتصادي الخليجي الفرنسي الأول من قبل كل من اتحاد الغرف الخليجية والغرفة العربية الفرنسية وكذلك الاجتماع الذي تم مع رئيس اتحاد الغرف الأوروبية بمقر غرفة باريس وكذلك لندن التي استضافت العديد من الفعاليات بالتعاون بين اتحاد الغرف الخليجية والغرفة العربية البريطانية وكذلك تم إقامة منتدى استثماري مشترك بين دول مجلس التعاون وأوغندا في العاصمة الأوغندية كمبالا بالتعاون مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية للترويج بدول مجلس التعاون في الدول الأفريقية ومنها جمهورية تنزانيا الاتحادية في عاصمتها دار السلام بالإضافة في جزيرة زنجبار وأيضا في جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديموقراطية في عاصمتها أديس أبابا وكذلك زيارة جمهورية القمر المتحدة (جزر القمر) بعاصمتها موروني بوفود رفيعة المستوى من أصحاب وصاحبات الأعمال من دول مجلس التعاون.
اونتيجة لهذه التحركات فقد تعزز موقع رئاسة اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي بحضور الاتحاد في اللجان الخليجية التابعة للأمانة العامة لمجلس التعاون بالرياض، وأصبح الاتحاد في تلك الفترة إحدى المنظمات الرئيسية لتمثيل القطاع الخاص الخليجي، والذي نأمل فى المستقبل تعزيز هذا الدور من خلال العمل المشترك مع القطاع العام وتعزيز المواطنة الخليجية ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتحقيق التوظيف الخليجي.
هذه نبذة مختصرة بنشاطات غرفة تجارة وصناعة عمان أنجزت فيها كثير من المناشط كبيت للتجار في عمان وهو من صميم تخصص وأعمال الغرف التجارية على مستوى العالم.. لذلك يجب أن تدرك كل مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة والشركات وملاكها ورواد الأعمال والمشتغلون فيها والمترشحون لانتخابات غرفة تجارة وصناعة عمان للفترة 2022 و2026 أهمية دور الغرفة في الفترة القادمة التي يواجه فيها القطاع الخاص محليًا تحديات كثيرة يجب على القائمين على الغرفة وعلى رأسهم مجلس الإدارة الجديد ومؤسسات الدولة التعاون معًا في حلحلة كثير من الأمور التي عجزت عن حلها القيادات المتتالية لتلك الجهات المختلفة ولن يتأتى للقطاع الخاص النجاح والإبداع إلا من خلال تعاون تام بين كل هذه الجهات على حوار اقتصادي واجتماعي رفيع المستوى، كما أمر به حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- منذ توليه زمام الحكم في يناير 2020.
** رئيس غرفة تجارة وصناعة عُمان سابقًارابط مختصر