طريق المستقبل – محمد محمود عثمان:
تختتم اليوم دار الأوبرا السلطانية مسقط موسمها الحالي في آخر أيام عرض أوبرا عنتر وعبلة ،وهوأول عرض أوبرالي عربيّ من نوعه في المنطقة، العرض مستوحى من حكاية حب، وفروسيّة، تعود نشأتها إلى عصر ما قبل الإسلام، لكنّها ظلّت حيّة، إذ تناقلتها الأجيال إلى اليوم، وقام بكتابتها أنطوان معلوف، بقوالب شعريّة، لتقدّمها فرقة دار أوبرا لبنان، بلغة عربيّة، وأصوات، وألحان، وإيقاعات شرقية ومشاهد بصريّة ، وتؤدّيه على الخشبة ببراعة نخبة من الفنانين يتجاوز عددهم 100 بين مطرب، وراقص، وعازف،
وهو أمر غير مألوف لمشاهدي العروض الأوبرالية المعتادة التي تقدّم بلغات أجنبية منها: الإيطالية التي نشأ فيها فن الأوبرا، الإنكليزيّة، والفرنسيّة، والألمانيّة، والروسيّة، والصينيّة، لكن القائمين على هذا العرض لم يجدوا مانعا من تقديمه بالعربية كونه يتكلم عن شخصية مستلّة من التراث العربي هي الفارس الشجاع “عنترة بن شدّاد الحبسي “،
ليكون محور حكاية تتحدث مضامينها عن الفروسية، والحب، والحرب، وتحدي العنصرية، والنسب المختلط، وكل ما يقف حائلا بينه، وحبيبته ” عبلة بنت مالك” ابنة عمّه، في هذه الملحمة التي تدور أحداثها في الصحراء، أثناء صراع قبيلة بني عبس مع قبيلة طيء، وبعد معارك يخوضها لإعلاء كلمة قبيلته، يفوز بمحبوبته “عبلة”، ويصبح فارسًا، لينتصر الحب، والسلام، والتسامح ، والتعايش، وهى قيم عربيّة أصيلة.