حفاوة إماراتية رسمية وشعبية للسلطان هيثم
بحث العلاقات التاريخية الوطيدة والارتقاء بمجالات التعاون المشترك بين عُمان والإمارات
السلطان هيثم :ما يربط عُمان والإمارات من أواصر الجوار والتاريخ المشترك يدعو للارتياح وعلينا صونه
الشيخ محمد بن زايد: الزيارة محطة مهمة ونوعية في مسيرة العلاقات
توقيع اتفاقيات شبكة السكك الحديديةو مذكرات تفاهم في مجالات الاستثمار والطاقة المتجددة والاستدامة
طريق المستقبل- محمد محمود عثمان :
حظيت زيـــارة الســـلطان هيثم بن طارق سلطان عُمـــان إلـــى دولة الإمـــارات العربية بحفـــاوة رســـمية وشـــعبية كبيرة،حيث كان صاحبُ السُّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسُ دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدّمة المُستقبلين والمُرحّبين بجلالته حيث أُجريت لجلالتِه مراسمُ الاستقبال الرسميّة والشعبيّة .
كما كان في الاستقبال سُموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائبُ رئيس الدولة، نائبُ رئيس مجلس الوزراء، رئيسُ ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة (رئيس بعثة الشرف) وسمو الشيخ طحنون بن زايد ال نهيان ، نائب حاكم أبوظبي ، مستشار الأمن الوطني وسمو الشيخ سيف بن زايد ال نهيان ، نائب رئيس مجلس الوزراء ، وزير الداخلية وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد ال نهيان ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون ال نهيان ، مستشار الشؤون الخاصة بديوان الرئاسة ومعالي محمد نخيرة الظاهري ، سفير دولة الامارات العربية المتحدة لدى سلطنة عمان .
و شارك في الاستقبال عددٌ من فرق الفنون الشعبية التي ردّدت العبارات والأهازيج الترحيبية بهذه الزيارة فيما لوّحت مجموعاتٌ من الأطفال بأعلام البلدين الشقيقين في استعراض ترحيبيّ يعكس أواصر الأخوّة والمحبّة المتبادلة.
ومن جهة أخرى عقد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخوه صاحب السُمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسُ دولة الإمارات العربية المتحدة – جلسة مباحثات رسميّة «موسّعة»، في قصر الوطن بالعاصمة أبوظبي.
كلمة جلالة السلطان
وفي مستهل الجلسة ألقى جلالة السلطان المعظم كلمةً قال فيها:
«أخانا العزيز سمو الشيخ محمد بن زايد، أصحاب السمو والمعالي، إنه لَمِن دواعي سرورنا أن نكون هنا في أبوظبي، وأن نعبِّر عن شكرنا وتقديرنا لشخص سموكم وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وشعبها على حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة.
كما نعبِّر عن شعورنا بالارتياح الكبير للشراكة الاستراتيجية البنّاءة التي أطلقنا فصلًا جديدًا مشرقًا منها خلال زيارة سموكم لبلدكم الثاني عُمان، وما نتج عنها من مشاريع استثمارية استراتيجية وتعاون وثيق في شتى المجالات بين البلدين الشقيقين، ولقد وجّهنا أعضاء حكومتنا بمواصلة العمل الدؤوب مع نظرائهم لدى الجانب الإماراتي، وإيلاء الأولوية اللازمة لمجالات التعاون الحيوية.
كما نشيد بالتزام المسؤولين في البلدين لتحقيق رؤيتنا المشتركة على أرض الواقع من خلال البدء في تنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة في قطاعات استراتيجية وخاصة في قطاع الطاقة المتجددة والصناعات المرتبطة بها، وكذلك تدشين مشروع سكك الحديد لربط سلطنة عُمان بشبكة قطارات الإمارات، والربط الكهربائي وغيرها من المشاريع.
اسمحوا لي سموّكم أن أسجل دعمنا للشراكة الاستراتيجية القائمة بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات، فإننا نتطلع إلى مستقبل بآفاق أرحب من التعاون والتقدم في شتى الميادين السياسية والأمنية الاجتماعية والثقافية والعلمية، ونحن على يقين بأن نتائج هذه الشراكة سوف تساهم في نمو اقتصاد البلدين وتحقيق تطلعات وآمال الشعبين الشقيقين.
لقد سجلت هذه الزيارة فرصة تاريخية للاحتفاء بمسيرة العلاقات الطيبة بين بلدينا وأسست لانطلاق مرحلة جديدة لمستقبلها الواعد بمزيد من النماء والازدهار، كما دلّت على ذلك الرؤية المشتركة، التي سيعمل عليها البلدان في المرحلة المقبلة.
صاحب السمو، إنّ ما يربط عُمان ودولة الإمارات من أواصر حسن الجوار والتاريخ المشترك ليدعو إلى الارتياح والرضا لعمق الوشائج ومتانة التعاضد بين أبناء الشعبين الشقيقين فحسن الجيرة بيننا هي من نعم المولى علينا وسلوك حضاري نشدد عليه، وندعو به كافة الجهات المعنية الرسمية والشعبية في البلدين إلى صونه وإعلائه والعمل عليه، تحقيقًا لمقاصدنا المنشودة والمشتركة سائلين الله جل علاه بأن يعيننا على ذلك، إنه نعم المولى ونعم النصير.
أخي سمو الشيخ محمد، نجدد لكم شكرنا العميق لهذه الدعوة الكريمة والترحيب الحار الذي حظينا به، آملين استمرار الزيارات المتبادلة والحوار البنّاء توطيدًا لمزيد من الروابط والعلاقات والتعاون بين بلدينا مع خالص أمنياتنا لشعب الإمارات الشقيق.
كلمة الشيخ محمد بن زايد
كمت ألقى صاحب السمو الشيخ رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة كلمة نرحيبي قال فيها : فيما يأتي نصها:
«أرحب بك أخي جلالة السلطان والوفد المرافق في بلدكم الثاني دولة الإمارات، حيّاكم الله جميعًا بين أهلكم وإخوانكم.
يسعدنا أن يتجدد هذا اللقاء، وبإذن الله ستكون هذه الزيارة محطة مهمة ونوعية في مسيرة العلاقات بين البلدين الشقيقين.
أخي السلطان هيثم، العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان علاقات تاريخية ولها نسيج اجتماعي وثقافي خاص يميزها الروابط العائلية الوثيقة وحسن الجوار والعلاقات والتعاون والتكامل.
رحم الله الشيخ زايد والسلطان قابوس رحمة واسعة، رسَّخا نهجًا أصيلًا في بناء العلاقات الأخوية القوية المتحصنة بالمحبة والحكمة، وأنا على ثقة بأن هذا الترابط والتلاحم الاجتماعي يمثّل مرتكزات أساسية لمواصلة بناء علاقات نموذجية تخدم مصالح البلدين وتحقق تطلعات الشعبين الشقيقين إلى التقدم والازدهار.
العلاقات الاقتصادية -أخي جلالة السلطان- مسار مهم وداعم للعمل الأخوي والمشترك، والحمد لله فإن هذه العلاقات شهدت تطورًا مستمرًّا خلال السنوات الماضية تم تتويجها بمسارات متنوعة من الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية في العديد من المجالات، وما زالت طموحاتنا متواصلة في استكشاف الفرص الاقتصادية وتطويرها لصالح البلدين والشعبين.
أخي جلالة السلطان هيثم، إن منظومة العمل الخليجي المشترك لا تزال وستبقى -إن شاء الله- الحصن المنيع في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، ودولة الإمارات تؤمن بمبدأ العمل الجماعي والتكاتف بما يحافظ على مصالح دول مجلس التعاون الخليجي ويعزز دورها الإقليمي والدولي ويلبي تطلعات شعوبها إلى مواصلة التقدم والازدهار ويدعم السلام والاستقرار في المنطقة ودول العالم.
سيدي أكرر الترحيب بكم
أخي جلالة السلطان وأتمنى لكم موفور الصحة والعافية ولأهلنا في عُمان الشقيقة مزيدًا من التقدم والازدهار، حفظكم الله».
كما جرى خلال الجلسة استعراض مسارات العلاقات الأخوية المتجذّرة بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، والتأكيد على ما يجمعُهما من روابط تاريخيَّة وطيدة، إضافةً إلى بحث مجالات التعاون الثنائي القائم بينهما وسبل الارتقاء به في مختلف المجالات بما يُعزّز المصالح المشتركة للبلدين ويلبّي تطلعات الشعبين الشقيقين، كما تم خلال الجلسة تبادل وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع التي تشهدها المنطقة ومُجمل التطورات الإقليمية.
مذكرات التفاهم
وتم خلال الجلسة الإعلان عن عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الاستثمار والطاقة المتجددة والاستدامة، إضافة إلى السكك الحديدية والتكنولوجيا والتعليم.
حضر الجلسة من الجانب العُماني كل من: صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، وصاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد، ومعالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني، ومعالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني، ومعالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية، ومعالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، ومعالي الدكتور حمد بن سعيد العوفي رئيس المكتب الخاص، ومعالي عبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، ومعالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وسعادة السفير السيد الدكتور أحمد بن هلال البوسعيدي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.
فيما حضر الجلسةَ من الجانب الإماراتي، سُمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيسُ ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة (رئيسُ بعثة الشرف)، وسُمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، وسُمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائبُ حاكم أبوظبي، وسُمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، والفريق سُموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائبُ رئيس الوزراء ووزير الداخلية، وسُمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، وسُمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزيرُ الخارجية، وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار رئيس الدولة.
وكان حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ أيّدهُ اللهُ ـ قد وصل بحفظ الله وتوفيقه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة عصر اليوم في زيارة «دولة» تستغرق يومين.
حيث كان أخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدّمة المُستقبلين والمُرحّبين بجلالة عاهل البلاد المفدّى -أعزّهُ اللهُ – لدى وصوله مطار الرئاسة بأبوظبي، متمنّيًا له ولوفده المرافق طِيب الإقامة في بلدهم الشقيق.
كما كان في الاستقبال سُمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائبُ رئيس الدولة، نائبُ رئيس مجلس الوزراء، رئيسُ ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة (رئيس بعثة الشرف) وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي، مستشار الأمن الوطني وسمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة بديوان الرئاسة، ومعالي محمد نخيرة الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى سلطنة عمان.