السلطنة تستضيف النسخة الثامنة من أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني 2024
طريق المستقبل- محمد محمود عثمان:
سلطمة عمان تستضيف النسخة الثامنة “أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024 “، بالتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو” ويستمر 4 أيام.
رعى افتتاح الأسبوع معالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية، وبمشاركة أكثر من 600 مسؤول ومختص من مختلف الدول الأعضاء بمنظمة الطيران المدني الدولي والمنظمات والهيئات الدولية ذات العلاقة بقطاع الطيران المدني.
ويهدف هذا الحدث – الذي يُعقد للمرة الأولى خارج مقر منظمة الطيران المدني الدولي (مونتريال) – إلى معالجة القضايا الحاسمة التي تؤثر على أمن الطيران العالمي، وتعزيز أمن وتسهيلات الطيران العالمي، وضمان سلامة الركاب وأفراد الطاقم والخروج بتوصيات ومبادرات لحل التحديات التي تواجه أمن الطيران الدولي، والتأكيد على أهمية اتباع نهج مشترك بين الدول الأعضاء لمعالجة الجهود المشتركة ذات الصلة بقضايا مكافحة الإرهاب بشكل شامل، بما في ذلك حماية البنية الأساسية الحيوية للطيران المدني.
ويهدف الأسبوع أيضًا إلى تعزيز التعاون والتنسيق والاتصال الدولي لضمان أمن الطيران المدني الدولي، وتنسيق الاستجابة للتهديدات الناشئة والحلول وسبل التعاون لمواجهة هذه التحديات، ومناقشة وتبادل أفضل الممارسات في مجال أمن وتسهيلات الطيران.
وأكد سعادة المهندس نايف بن علي العبري رئيس هيئة الطيران المدني في كلمة له على أهمية هذا الحدث الدولي، مشيدًا بالتقدير العالمي الذي تحظى به سلطنة عُمان نظيرَ الجهود المبذولة في تعزيز أمن الطيران المدني العالمي، مضيفًا أن هذه الفعالية تُجسد التزام سلطنة عُمان الراسخ لتطوير صناعة الطيران وتعزيز معايير الأمن والسلامة الجوية في مختلف المجالات، مبينًا أن هذا الحدث يعد منصة رئيسة تجمع نخبة من الخبراء وصنّاع القرار في مجال الطيران والأمن من مختلف أنحاء العالم لمشاركة الأفكار والتجارب، وللتباحث حول أحدث المستجدات والابتكارات في هذا القطاع الحيوي.
وذكر في كلمته إن صناعة النقل الجوي هي رابط العالم وهي عامل تمكينٍ رئيسٍ للتقدم الاقتصادي والتنمية البشرية، ومعززٌ للتجارة والسياحة، ومحفزٌ للروابط السياسية والثقافية والعلاقات بين الشعوب والدول، مشيرًا أنه “تم تضمين جلسة حوارية وزارية رفيعة المستوى لتأكيد ودعم الالتزام بتعزيز أمن الطيران والأمن السيبراني والتي ستكون بمثابة منصة للمناقشات الاستراتيجية وتحديد خارطة الطريق بشأن الطيران المدني من خلال الإعلان الوزاري رفيع المستوى، لأمن الطيران والأمن السيبراني للطيران، وحماية البنية الأساسية الحيوية للطيران.
وعن الجهود التي تبذلها سلطنة عُمان في تعزيز منظومة أمن الطيران؛ أكد سعادته أن سلطنة عُمان تعد من الدول الرائدة في هذا المجال على المستويين الإقليمي والدولي، وقد حققت خطوات ملموسة في تنظيم قطاع الطيران بما يضمن سلامة وأمن المسافرين، ويعزز من استقرار وأمان الأجواء الدولية.
وبين سعادته أن سلطنة عُمان خطت خطوات كبيرة في مجال الطيران، من خلال تطوير البنية الأساسية والمطارات المتقدمة، وتأهيل الكفاءات البشرية العُمانية وإصدار اللوائح التنظيمية المواكبة لأفضل المعايير الدولية، وباتت محط أنظار العالم لالتزامها بالتطوير المستدام والتعاون الإقليمي والدولي لضمان بيئة آمنة وفعّالة للطيران المدني.
من جانبه أكد معالي سالفاتوري شاكيكيتانو رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) خلال كلمتة الافتتاحية لأسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024، على الدور الريادي لسلطنة عُمان في تعزيز أمن الطيران على المستويين الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أهمية الحدث هذا العام الذي يقام لأول مرة خارج مقر الإيكاو، ويشمل لأول مرة جزءًا وزاريًّا يعكس الالتزام الدولي بتعزيز أمن الطيران، مضيفًا أن الجزء الوزاري من الفعالية سيُسفر عن إعلان هام يرسم ملامح خارطة الطريق للتحضيرات القادمة لجمعية الإيكاو في عام 2025م.
كما أعلن رئيس مجلس الإيكاو عن الكشف على النسخة الثانية من الخطة العالمية لأمن الطيران، التي ستعمل كخارطة طريق استراتيجية لتوجيه الدول الأعضاء في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، مشددًا على أن قطاع الطيران يواجه تحديات متزايدة، أبرزها التهديدات السيبرانية وتعقيد الشبكات الجوية، ما يتطلب حلولًا مبتكرة وتعاونًا دوليًا مستمرًا.
وأشار رئيس مجلس الإيكاو إلى الإنجازات البارزة التي حققتها منطقة الشرق الأوسط في مجال أمن الطيران، حيث سجلت دول المنطقة نسبة تنفيذ فعالة بلغت 75.92 بالمائة لمعايير الإيكاو الخاصة بمراجعات البرنامج العالمي لتدقيق أمن الطيران، كما أشار إلى أن هذه المنطقة تتصدر عالميًا في عدد المدربين المعتمدين من قِبل الإيكاو، والذي يعكس قوة بناء القدرات والتعاون الإقليمي، وخلو المنطقة من أي مخاوف أمنية كبيرة بفضل الجهود الإقليمية المشتركة.
وأكد معاليه على أهمية أسبوع الأمن في تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات لصياغة مستقبل أكثر أمانًا لقطاع الطيران العالمي، معربًا عن ثقته في أن الفعالية ستثمر عن توصيات تسهم في تعزيز الأمن للأجيال القادمة.
ويتضمن أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024 مجموعة من الجلسات النقاشية وحلقات العمل تهدف إلى تبادل وجهات النظر والرؤى حول الطبيعة الديناميكية المعقدة لتحقيق التوازن بين مقتضيات الأمن وأهداف الاستدامة في قطاع الطيران من خلال الاستفادة من تجارب الخبراء والقادة في القطاع، وبما يتيح للمشاركين في المؤتمر استكشاف النهج العلمي ومناقشة التحديات والتعرف على الفرص المتاحة لإرساء مستقبل آمن لقطاع السفر الجوي عالميًّا، الذي يواجه بدوره العديد من الموضوعات الناشئة، والآخذة في التطورات المتعلقة بالأمن ذات الصلة بحماية البنية الأساسية الحيوية، ونظم الطائرات غير المأهولة والموجهة عن بُعد والأمن الإلكتروني لقطاع الطيران وغيرها من الموضوعات.