
الإعلان في اجتماع مسقط لوزراء خارجية مجلس التعاون عن 100 مليون دولار مساعدات إغاثية عاجلة لفلسطين
السلطان هيثم :التأكيد على وقف العنف والتصعيد وحماية المدنيين
دعم مبادرة السعودية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية لإحياء السلام في الشرق الأوسط، بالتعاون مع مصر الأردن
بدر بن حمد: دول الخليج دعاة سلام وتريد تثبيت قواعد القانون الدولي
جاسم البديوي أمين عام مجلس التعاون : لا يمكن استخدام سلاح النفط بأي شكل وإننا نعمل على ضمان أمن الطاقة إقليميا ودوليا.
طريق المستقبل – محمد محمود عثمان :


جلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان يؤكد على وقف العنف والتصعيد وحماية المدنيين ،وإلى ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لوقف التصعيد واستخدام القوة والعنف وتوفير الحماية للمدنيين واحتياجاتهم الإنسانية بصورة عاجلة.
وذلك خلال استعراض جلالته لتطورات الأحداث الجارية في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة مع وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمين العام للمجلس بمناسبة الاجتماع الاستثنائي الطارئ الذي دعت إليه السلطنة رئيسة الدورة الحالية للمجلس
بيان المجلس الوزاري

وبحث المجلس الوزاري تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ضوء تصاعد أعمال العنف والقصف العشوائي غير القانوني للأحياء السكنية في قطاع غزة، والذي نتج عنه مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين الأبرياء، ونوايا إسرائيل لغزو القطاع وتهجير السكان المدنيين، والتحديات العاجلة والخطيرة التي تواجه المنطقة جرّاء ذلك.
وأوضح البيان الصادر عن اجتماع المجلس، أنه جرى الاتفاق على مطالبة المجلس الوزاري بالوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وإنهاء الحصار الإسرائيلي غير القانوني، وضمان توفير وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية واستئناف عمل خطوط الكهرباء والمياه والسماح بدخول الوقود والغذاء والدواء لسكان غزة. كما أكد المجلس الوزاري على دعم ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه والتحذير من أي محاولات لتهجيره، داعيًا جميع أطراف النزاع إلى حماية المدنيين والامتناع عن استهدافهم، والامتثال والالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني دون استثناء. وطالب المجلس الوزاري بإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين الأبرياء من النساء والأطفال والمرضى وكبار السن، كما دعا إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وأكد المجلس الوزاري عزمه على تفعيل عملية إغاثة إنسانية عاجلة لمساعدة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفي هذا الشأن تم الإعلان عن تقديم دعم فوري للمساعدات الإنسانية والإغاثية بقيمة 100 مليون دولار، كما أعرب المجلس عن تأكيده حول ضرورة تأمين إيصال هذه المساعدات إلى غزة بشك عاجل.
مبادر السلام
وأكد المجلس الوزاري دعم مبادرة المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، بالتعاون مع جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية. وأكد المجلس الوزاري على التزامه بموقفه الثابت والداعي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية، كما أكد على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا للقانون الدولي ومبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، مشددًا على مسؤولية المجتمع الدولي في التعامل مع القضية الفلسطينية دون ازدواجية في المعايير.
وأكد المجلس الوزاري على موقفه الذي يناشد فيه المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة ضمن القانون الدولي للرد على ممارسات الحكومة الإسرائيلية غير القانونية وسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد سكان غزة العُّزّل والشعب الفلسطيني كافة.
مسؤولية مجلس الأمن
وناشد المجلس الوزاري في ختام اجتماعه، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتنفيذ قراراته السابقة الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي، واعتماد قرار يضمن امتثال إسرائيل للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والرفض القاطع لأي مخططات وتوجهات إسرائيلية لغزو غزة أو الأراضي الفلسطينية، أو تهجير سكانها
المؤتمر الصحفي
أعقب ذلك مؤتمر صحفي لمعالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية ومعالي جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، حيث أكد الجانبان على ضرورة الوقف الفوري للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات.
وجدد معالي السيد وزير الخارجية الدعوة إلى إنهاء العمليات العسكرية فورًا في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن المساعي المتواصلة للمطالبة بوقف هذا المد الإجرامي الإسرائيلي، بالتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة.
دول الخليج دعاة سلام
وأكد معاليه أن دول الخليج دعاة سلام وأنها تريد تثبيت قواعد القانون الدولي، مشددًا على إدانة كل الأعمال العدوانية التي تستهدف المدنيين العزل. وقال معاليه: “نتصرف بحكمة وعقلانية وتوازن في المواقف… والعالم عبارة عن شبكة مترابطة المصالح”. وردًا على سؤال حول إمكانية استخدام النفط كسلاح للضغط على الغرب وإسرائيل، قال معاليه: “أمن مواطنينا يمثل أولوية لدول الخليج، ولن نتسرع في اتخاذ قرارات غير محسوبة، ونعمل على ممارسة ضغوط سياسية وقانونية لردع هذه التطورات الخطيرة ذات المعايير المزدوجة”.
استخدام سلاح النفط
من جهته، قال معالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي: “نواصل الضغط بشدة على كافة المستويات، ودول الخليج تعمل بوضوح من أجل ضمان أمن الطاقة العالمي، وإننا شريك واضح وصريح مع المجتمع الدولي كمُصدِّر للنفط، ولا يمكن استخدام سلاح النفط بأي شكل من الأشكال.. إننا نعمل على ضمان أمن الطاقة على المستويين الإقليمي والدولي”.
الجانب الإنساني
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت دول الخليج متخوفة من اندلاع حرب كبرى في المنطقة، قال معالي السيد وزير الخارجية إنَّ دول الخليج تهدف إلى احتواء الصراع وعدم السماح بتوسع نطاق الحرب، مؤكدًا أنه لا مصلحة استراتيجية لأي دولة لتوسيع الصراع، وأن الجميع يعمل على إنهاء استخدام القوة من جميع الأطراف واحتواء الأزمة، والتركيز على الجانب الإنساني، وخصوصًا السكان الغزّاويين الذين يتعرضون لمُعاناة شديدة وكارثية. وأضاف: “نتحرك بكل القدرات لوقف العمل العسكري وإيصال المساعدات”.