وزير الاسكان المصري يستعرض في سلطنة عُمان نجاح تجربة الإسكان والمجتمعات العمرانية المصرية
الجزار: العمران الحقيقي هو إعمار الأرض إعمارا شامل
طريق المستقبل- خالد عرابي:
نظمت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عمان مساء الثلاثاء الماضي لقاءا استعرض خلاله معالي الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بجمهورية مصر العربية الشقيقة التجربة المصرية في بناء المدن والمشاريع الحديثة، وذلك بفندق دبليو مسقط، برعاية معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي، وزير الإسكان والتخطيط العمراني العماني، وبحضور صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، ومعالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم، ومعالي السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي، الوزير المتقاعد رئيس جهاز الرقابة المالية والإدارية السابق، ومعالي محمد الزبير، الوزير المتقاعد، ومعالي درويش البلوشي، وزير المالية السابق، ومعالي الدكتور جمعة بن علي بن جمعة آل جمعة، وزير القوى العاملة السابق، وسعادة السفير خالد راضي، سفير مصر المعتمد لدى السلطنة، ولفيف من أصحاب المعالي والسعادة وأعضاء مجلس الشورى ومجموعة من أعضاء السفارة المصرية في السلطنة، ومجموعة من رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين الشقيقين، وذلك فى إطار زيارته والوفد المرافق له والتي جاءت في إطار العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الشقيقين وتعزيز التعاون المشترك بينهما، وتبادل التجارب فيما يتعلق بمجال الإسكان والتخطيط العمراني.
وأكد معالى الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بجمهورية مصر العربية على أن العمران الحقيقي هو العمران الذي يعتمد على المبدأ القرآني والذي يؤكد على أن الغاية من العمران هي إعمار الأرض، وبالتالي فإن العمران بمفهومه الشامل هو الاعمار وليس المعمار فقط، وبالتالي فحينما نفكر في التنمية العمرانية نفكر من منظور عمراني وليس معماري، وأكد على أن الخبرة المصرية في هذا الجانب سعت لا لإقامة المنشآت المعمارية والسكنية فحسب وإنما قامت على الإعمار الشامل الذي يضمن المعمار والتعمير وأن يكون من منظور عمراني يضم خطط للتنمية، وتوفير فرص العمل والصناعة والتجارة وكل ما من شأنه عمارة الأرض، مشيرا إلى مبدا مهم وهو أن الإنسان يسكن في المكان الذي يعمل به ولا يعمل في المكان الذي يسكن به، ولذا فيجب أن يراعى هذا البعد والجانب المهم في التخطيط العمراني.
“مصر 2052”
كما عرض وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصري في محاضرته إنجازات الدولة المصرية فى مجال التنمية العمرانية خلال السنوات التسع الماضية وفي ظل القيادة الحكيمة لفخامة رئيس جمهورية مصر العربية الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأكد الدكتور عاصم الجزار، أن النهضة العمرانية التى تشهدها جمهورية مصر العربية الشقيقة حاليا، إنما هى تطبيق لمخرجات المخطط الاستراتيجي القومى للتنمية العمرانية “مصر 2052″، الذى تبناه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقد تم تحقيق وتنفيذ جزء كبير من مخرجات هذا المخطط بما يتخطى المدد الزمنية المحددة بكثير.
وأوضح معاليه أن الهدف الأول للمخطط الاستراتيجي القومى للتنمية العمرانية، هو مضاعفة المعمور المصرى، وبالفعل نعمل حاليا على تنمية 13.7 من مساحة الجمهورية، وهى ضعف المساحة المعمورة قبل عام 2014، ومن أجل تحقيق هذا الهدف نفذنا شبكة من الطرق والمحاور لتكون بمثابة الشرايين للربط بين العمران القائم، ومناطق التنمية الجديدة.
وأشار معالي وزير الإسكان المصري إلى أن خطة الدولة المصرية للتوسع فى إنشاء المجتمعات العمرانية الجديدة، هى بالأساس خطة اقتصادية، وليست خطة للبناء فقط، فالهدف هو توسيع رقعة المعمور من أجل التنمية الاقتصادية، موضحا أن الدولة المصرية ومنذ عام 2014، شرعت فى تنفيذ جيل جديد من المدن الجديدة ” الجيل الرابع “، وهى مدن ذكية ومستدامة، لتحقيق جودة الحياة للمواطن المصرى، وتعتمد كل مدينة منها، على قاعدة اقتصادية تتناسب مع طبيعة الإقليم الذي تقع فيه، وتحقق الغرض من إنشائها، وفى القلب من تلك المدن، العاصمة الإدارية الجديدة، والتى تمثل مركزا لريادة المال والأعمال، وتضم مشروعات يتم تنفيذها لأول مرة بمصر، كمشروع منطقة الأعمال المركزية، وبها البرج الأيقونى، وهو أطول برج في أفريقيا بارتفاع نحو 400 متر، وكذا مشروع الحدائق المركزية “كابيتال بارك”، بطول نحو 10 كم، وهى أكبر حديقة مركزية في الشرق الأوسط، وثاني أكبر حديقة مركزية في العالم، وغيرهما من المشروعات الرائدة.
القضاء على المناطق العشوائية
وتناول معالي الدكتور عاصم الجزار، تجربة الدولة فى القضاء على المناطق العشوائية غير الآمنة بمختلف المحافظات، حيث تم توفير 250 ألف وحدة سكنية عصرية مؤثثة، فى مجتمعات حضارية تضم مختلف الخدمات، وتتحمل الدولة تكلفتها بالكامل، من أجل تسكين أهالينا قاطنى تلك المناطق غير الآمنة، وتوفير الحياة الكريمة لهم، إضافة إلى جهود الدولة لتوفير الوحدات السكنية لمختلف شرائح المجتمع، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية، وذلك من خلال 3 أساليب، وهى، الدعم لشريحة محدودى الدخل – حيث تتحمل الدولة أكثر من نصف قيمة الوحدة من خلال الدعم المباشر وغير المباشر، والمساندة لشريحة متوسطى الدخل، والإتاحة لشريحة الدخل الأعلى، وهذا يحقق مبدأ العدالة الاجتماعية، من خلال استخدام العوائد المادية فى تقديم الدعم لشريحة محدودى الدخل، وتطوير المناطق غير الآمنة.
وأشاد الحضور من الجانب العمانى بالتجربة العمرانية الكبيرة التى شهدتها الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعبروا عن انبهارهم بالإنجازات الكبيرة التى تم تحقيقها فى زمن قياسي، مطالبين بالمزيد من التعاون بين مصر وسلطنة عمان، للاستفادة من التجربة المصرية فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وعقب العرض الذي قدمه معالي وزير الاسكان المصري تم عقد حوار إعلامي معه أدارته الإعلامية العمانية الشهيرة جيهان اللمكية والذي أكدت خلاله على أن بلادها لديها العديد من الاهتمام بالبنية التحتية والعمران بشكل واسع، وسألت فيه معالي الوزير المصري عن عددا من التساؤلات المتعلقة بنجاح التجربة العمرانية المصرية وسبل الاستفادة منها، وأكد الدكتور عاصم الجزار في موجب إجابته على بعض التساؤلات على أن قضايا العمران والمجتمعات العمرانية مع مختلف أحجامها إلا أنها واحدة، إلا أن هناك خصائص أيضا لكل تجربة نختلف فيها عن الأخرى، وأشار إلى أن نجاح التجارب ذات التحديات الكبيرة يحتاج إلى توفير الدعم الكافي وكذلك الإرادة السياسية القوية، مؤكدا على أن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي كان دائما ما يسالنا هل لدينا حلم أم خطة و كيف نحول هذا الحلم إلى خطة و من ثم إلى واقع.
كما تحدث عن أهم خصائص تلك التنمية العمرانية وكانت المشكلة الأولى في مصر ضيق الحيز المكاني، ولذا أصبح الهدف الأكبر إعادة المعمور لإيجاد فرص استثمارية أكبر وتوفير فرص عمل وفرص تنموية وبالتالي فهذه الفرص يكون عائدها أكبر على السكان وليست لتوفير مناطق سكنية أكثر للسكان، ومدينة مثل العلمين الجديدة رغم انها سياحية إلا أنها صناعية تنموية.
كما أشاد الوزير المصري إلى أن نجاح مصر في إعادة تنمية وتخطيط وإعمار المناطق العشوائية جعل أنه عند إقامة فنادق بها تنافسن عليها أبرز سلاسل الفنادق العالمية ومنها تنافس هيلتون وماريوت للفوز بإدارة هذه الفنادق، وأنه فاز بها عرض الهيلتون لأنهما يدكون أهمية هذه المناطق والفرص بها لأن المناطق التراثية ذات القيمة قلما أن يكون فيها فرص مثل هذه.
ومن ناحية أخرى استقبل معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط يوم الثلاثاء الماضي معالي الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بجمهورية مصر العربية والوفد المرافق له. وتأتي هذه الزيارة في إطار العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الشقيقين وتعزيز التعاون المشترك بينهما، وتبادل التجارب بين البلدين الشقيقين فيما يتعلق بمجال الإسكان والتخطيط العمراني. واستعرض الجانبان خلال المقابلة التجارب والمشاريع المتعلقة بمجال الإسكان والتخطيط العمراني، كما تم عرض التجربة المصرية في بناء المدن المستقبلية، والمشاريع الحديثة، والتطلعات والمكتسبات التي تحققها.
كما التقى معالي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصري والوفد المرافق له عددا من المسؤولين العمانيين ومنهم: معالي علي بن مسعود السنيدي، رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة واالمناطق الحرة، وتم خلال اللقاء بحث سبل تعاون مشترك واستعراض منصة “أوماب” التي توفر خرائط جغرافية المتكاملة التي تتيح للمستثمرين الحصول على جميع المخططات للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة والمدن الصناعية التي تشرف عليها الهيئة. وتضمن برنامج زيارة معالي وزير الاسكان المصري والوفد المرافق له أيضا لقاءا مع معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي، وزير الاسكان والتخطيط العمراني في اليوم الأول، كما تم تقديم عرض له عن الاستراتيجية العمرانية والمخطط الهيكلي لمسقط الكبرى، وعرض عن المدن المستقبلية، وكذلك الاطلاع على مجسم مدينة السلطان هيثم، كما معالى وزير الإسكان المصري مع ملهم الجرف نائب رئيس جهاز الاستثمار العماني، وتضمن برنامج الوفد المصري أيضا زيارة جامع السلطان قابوس الأكبر وجولة في دار الأوبرا السلطانية مسقط، وزيارة لمركز مبيعات مشروع المدينة المستدامة ومشروع عايدة، وزيارة لمشروع صروح (حي النسيم)، و زيارة لمحافظة جنول الباطنة.
الجدير بالذكر أنه يرافق وزير الإسكان المصري فى زيارته للسلطنة كل من: الدكتور وليد عباس، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لقطاع التخطيط والمشروعات – المشرف على مكتب وزير الإسكان، والدكتور عبدالخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان للشئون الفنية.