بعد سنوات طويلة من الجفاء والجفاف في العلاقات عادت مصر بقيادة الرئيس السيسي إلى أحضان الأم الإفريقية التي تمثل عمقها الاستراتيجي والأمني ، عادت لتقودها نحو التقدم في ظل تحديات دولية وإقليمية وفي مواجهة تربصات غربية وشرقية واضحة أمام الجميع ، حيث تتكالب الدول الكبرى علي القارة السمراء البكر الغنية بالموارد والثروات الطبيعية ،لالتهام خيراتها واستنزافها وطمعا فيها ، ولعل قيادة مصر – بما لها من ثقل دولي و إقليمي – للقارة السمراء في عام 2019 من خلال رئاستهالأعمال القمة الأفريقية الـ32، خطوة مهمة ، و فاتحة الخيرلتضع دول القارة على الطريق الصحيح ، وتتصدى في البداية لكل المتربصين والمتآمرين ، وتفتح أبوابا كثيرة للتنمية ، خاصة أن تعزيز الدورالمحوري المصري في إفريقيا ، سيؤدي إلى تراجع النفوذ الأجنبي والقوى الإقليمية الموالية له، ولا سيما إذا نجحت مصر في أن تصبح من اللاعبين الدوليين المساهمين في تنمية أفريقيا ونهضتها ، حيث تحتاج معظم دول القارة إلى البنى التحية والخدمية المتطورة التعليمية والصحية والزراعية والتدريبية والبحثية وغيرها، فمصر ترتبط بعلاقات تاريخية وجغرافية وثيقة مع دول القارة شرقها وغربها وجنوبها وشمالها، وهي فرصة جيدة أن تسرع مصر إلى تفعيل هذه العلاقات واستثمارها ، سواء من خلال تنشيط التواصل والزيارات الرسمية للبعثات الرسمية والشعبية على مختلف المستويات ، وأن تهتم مصر بتقديم المساعدات وفقا لظروف كل دولة واحتياجاتها، ومن المهم أن يتحرك القطاع الخاص المصري ورجال الأعمال المصريين لدراسة الأسواق والوقوف على فرص الاستثمارات، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز من التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية البينية ، والتركيز على المشروعات التنموية باعتبارها قاطرة النمو الاقتصادي ، إلى جانب قوافل التنوير والوعي الثقافي والصحي التي تمثل القوى المصرية الناعمة ، جنبا إلى جنب مع تعزيز التبادل التجاري مع دول الكوميسا، والاستفادة من الفرص التسويقية في هذه الأسواق لزيادة الصادرات المصرية، أو لتلبية احتياجات السوق المصري من السلع الغذائية أو المواد الخام ، والمساعدة في فتح نوافذ تصديرية للمنتجات الإفريقة من خلال الموانيء المصرية على البحر الأبيض المتوسط