رئيس التحرير

مسلسلات .. حوادث العبارات والقطارات


  محمد محمود عثمان

تعرضت مصر للكثير من الحوادث التي هزت المشاعر على مدار عدة سنوات وكلها كانت مُفجعة ، لأننا فقدنا خلالها الكثير من الأرواح البرئية ، وجميعها مسلسلات متكررة بذات السيناريوهات من حيث الموضوع  و الأبطال ،  فبطلها الأساسي هو آفة الإهمال العمد أو غير المتعمد المقرون بنقص التدريب ، وبطلها الثاني هو النسيان مع مرورالوقت ، وعدم القدرة على الاستفادة من تلك الكوارث ، ومعالجة الأخطاء وتلافي السلبيات ، وتوخي الحيطة والحذر وأخذ الاحتياطات التي تحقق الأمن والسلامة ، وكلها إجراءات معلومة لمن يعملون في هذه القطاعات ، وبطلها الثالث هو وسائل الإعلام الذي تهيج وتموج ثم تهدا رويدا رويدا ، على الرغم من حجم تلك الكوارث المنسية التى أثرت وبشكل كبير على الرأى العام بل وبعضها من هولها قد هز الرأي العام العالمي ، والتي لم تخرج عن حوادث العبارات والقطارات التي تعرض الأمن القومي للخطر،

واكتفينا على أثر هذه الحوادث  بالإطاحة بالعشرات من المسؤولين،وكفى المهملين شر العقاب ، وآخرها حادث المحطة الرئيسية لقطارات مصرفي وسط القاهرة ، الذي راح ضحيته نحو 22 شخصا من غير المصابين، ومحطة القاهرة  تعني أنها الأفضل من حيث الدقة والإجادة  والانضباط والتكنولوجيا والرقابة والمتابعة للأفراد والمعدات والأجهزة والأنظمة المتبعة ،خاصة أن سكك حديد مصر اقدم سكك الحديد في العالم بعد انجلترا ، وتملك خبرات متراكمة من المهندسين والعمال الفنيين وهم من أكفأ العمال في العالم ، وإن كان وزير النقل قد  استقال أو أقيل بعد الحادث ،  فهذا لايعني ألا تطول الإقالة الوزارة بأكملها، ولابد ان يتحمل مجلس النواب مسؤوليته في مساءلة الحكومة والدفاع عن حق الشعب في الحصول على خدمات آمنة ، لأن ما حدث طعنة  في قلب عاصمة أم الدنيا ، التي تفوقت على نفسها بنجاحها في تنظيم واستضافة أكبر تجمع لقادة العالم من أوروبا والعرب ولأول مرة على أرض مصر، وشهد بذلك كل العالم ، لذلك لا يكفي أن نلقي بالتهم على نقص الإمكانيات أو على انعدام الضمير لدى العاملين في هذه القطاعات ، لأنها  شماعة واهية لا تقدم ولا تؤخرفي هذه الكوارث ، التي قد نتذكر نحن بعضها  مثل حريق قطار العياط ،الذي راح ضحيته  50 تلميذا من طلاب المدارس ، بالإضافة إلي سائق الحافلة المدرسية في 2012 ،و حادث قطار دهشور في  2013الذي  أصطدم بسيارتين وأسفر االحادث عن مقتل 27 شخص وإصابه 30 آخرين ، وحادث قطار العياط   في أكتوبر 2009 الذي أسفر عن مصرع  أكثر من ثلاثين شخصا ، وعبارة السلام 98   في عام 2006 التي غرقت غي البحر الأحمر  وهي في طريقها من تبوك إلى سفاجاوهى تابعة  لشركه السلام للنقل البحري وراح ضحيتها 1034 مواطن مصري  ، ثم العبارة “سالم اكسبريس ”  المملوكه لشركه «سما تورز» للملاحة التي غرقت في  عام1991، في البحر الأحمر خلال رحلة  بين جدة والسويس بعد اصطدامها  بحقل للشعب المرجانية،وراح ضحيتها نحو 300 شخصا،  وهى حوادث المتهم الأول  فيها هو الإهمال بدرجاته المختلفة من البسيط إلى الجسيم وعقوبته جنحة في قانون العقوبات المصري مهما كانت النتائج أو الخسائر التي ترتبت على هذا الإهمال، ما يدعونا إلى ضرورة وضع العقوبة التي تتناسب من الأضرار والخسائر خاصة البشرية ، لأن الإهمال آفة تنمو دائما في مناخ الفوضى التي تنموفي ظل عدم الرقابة وضعف المتابعة،  لأن أصول الإدارة تعني أساسا وبالدرجة الأولى  بالتوجيه والرقابة والمتابعة والثواب والعقاب ، وكل ذلك لا يقترب من الضمير أو يعتمد عليه لأن الضمير حالة داخلية يحاسب عليها الله ولا يستطيع البشر التحكم فيها أو الاطلاع عليها أو تحديد العقوبة التي تطبق على جريمة انعدام الضمير .

—————————-

*mohmeedosman@yahoo.com


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى