رئيس التحرير

مؤتمر العمل ..وماذا تمخض الجبل ؟

بقلم :

محمد محمود عثمان

اليوم العالمي للعمال يشهد حضورا عربيا ودوليا  كبيرا في مؤتمر العمل العربي في دورته الخمسين في بغداد ، الذي يأتي في ظل ظروف استثنائية ،  وينتظر منه الكثير في ظل معاناة العمال في كل الدول العربة وخاصة في فلسطين ودول الجوار التي تعاني من عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية التي تلقي بظلالها على أسواق العمل وقضايا التشغيل والمسرحين  والباحثين عن عمل في الدول العربية وزيادة عمليات الهجرة القسرية بالمنطقة بما في ذلك عدد كبير من اللاجئين والنازحين من بعض الدول مثل سوريا والسودان وفلسطين الذين يواجهون صعوبات جمة  في أسواق العمل ، مع اتساع الصراعات والعنف وزيادة الكوارث الطبيعية غير المتوقعة ، مما يفرض ضغوطا هائلة على الموارد المحلية في الدول المُضيفة واشتداد المنافسة على الوظائف النادرة والسكن المحدود .

وتسبب ذلك في اضطراب   أسواق العمل العربية وزيادة القضايا العمالية والتأخر المُبالغ فيه  في الفصل في المنازعات العمالية، وتسريح أعداد كبيرة من العمال وشروط العمل غير اللائق وعدم القدرة للوصول إلى أسواق عمل أكثر جاذبية في ظل نقص أو انعدام فرص العمل الجديدة  ،إلى جانب إهدار مكتسبات العمال

وتهديد مستقبل الموارد البشرية في ظل الثورة التكنولوجية، والتحديات التي تواجهها مع تقنيات الذكاء الاصطناعي ،

خاصة أن منظمة العمل الدولية تتوقع  استمرار ارتفاع معدلات البطالة في المنطقة بنسبة 9.8 % خلال عام 2024، بسبب التحديات الجيوسياسية التي تعاني منها دول المنطقة منذ عقود، والتي أثرت  على التنمية الاقتصادية وسوق العمل،

وقضايا العمال في الوطن العربي،لأن أكثر من نصف العمال في المنطقة العربية يعملون في وظائف غير منظمة وغير مستقرة وتعاني من نقص المهارات الفنية  ، والفشل في الاستثمار في رأس المال البشري كعنصر أساسي للنمو والتنمية وأن أكثر من 12% من إجمالي هؤلاء مُصنفون  في دائرة العمالة الفقيرة غير القادرة على توفير احتياجاتهم . 

في الوقت الذي يتفشى فيه الفساد بكل صوره في المفاصل الإدارية لهذه الدول ليشكل أكبر عقبة أمام تحقيق التنمية  الاجتماعية والاقتصادية ، التي توفر فرص العمل الملائمة  .

 الأمر الذي يمثل مخاطر اجتماعية تُفاقم  من حالة عدم الاستقرار السياسي، الذي يدعمه عدم قدرة بعض الدول العربية  على الإصلاح وغياب إرادة التغيير، التي تسهم في تشكيل قاعدة قوية من القوى العاملة المدربة علي مهارات المستقبل، التي تعتمد على التدريب والتعليم المستمر المُعزز للمهارات اللازمة للتكيُف والتعامل  مع المتغيرات التكنولوجية والتقنيات المتقدمة لتحقيق  التوازن والتكامل بين التكنولوجيا والعنصر البشري ، ولتحسين ظروف العمل في القطاع الخاص ، بعيدا عن ثقافة إلزام وزارات القوى العاملة  بأن تكون جهة توظيف رئيسية للأيد العاملة حتى نتخلص من ترهل الأجهزة الحكومية المتخمة بالموظفين الذين يشكلون بطالة مقنعة .

ومن هنا نأمل ألا يتمخض  الجبل -مؤتمر العمل في بغداد  فيولد فقرا أو فأرا- ويهمل تقنين مشاركة الحكومة والقطاع الخاص  في تدبير فرص عمل جديدة وحقيقية، تستوعب شباب الخريجين الجدد حتى لا تتراكم مستويات البطالة وتمثل عقبة كبيرة أمام شباب المستقبل.

بعد أن ألقت الأزمات الاقتصادية المتتالية بظلالها القاتمة والكئيبة  على أسواق العمل ، وغرست  اليأس في نفوس الشباب المتفتح للحياة . 

=========================

*mohmeedosman@yahoo.com

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى