أخبار عاجلةأراء ورؤىرئيس التحرير

طفاية الحريق .. وأهميتها على الطريق

محممد محمو عثمان

يتكبد العالم الكثير من الخسائر الناتجة من حرائق السيارات على الطرق فبعض الإحصائيات تشير إلى أن  بريطانيا فقط  تحترق فيها سنوياً 100000 سيارة وهو مايعني 300 سيارة يومياً ، و في إمريكا أكثر من 266000 سيارة تحترق سنوياً 75% منها بسبب سوء الصيانة ،  ولم تفلح عمليات الإنقاذ أوالإطفاء السريع إما لعدم وجود طفايات الحريق أو  لانتهاء صلاحيتها أو  لعدم القدرة على استعمالها ، ويعد ذلك جريمة في حق المجتمع والأفراد والاقتصاد بوجه عام وشركات التأمين بشكل خاص ،حيث إن  طفاية الحريق من أهم أدوات السلامة التي يجب أن نحرص جميعا على حملها في السيارة تحسبا لمثل هذه الحوادث , وأن نحرص أيضا على التدريب على استخدامها بسرعة فائقة ،لأن حرئق السيارات لا تستغرق سوى ثواني قليلة تحترق فيها السيارة وتتحول إلى كومة من الرماد ر بسرعة البرق، ومن ثم لابد أن  تكون لدينا ثقافة  مساعدة الآخرين على الطريق ، لأنه ربما طفاية واحدة لا تكفي للسيطرة على حريق السيارة ، وتكون الطامة الكبرى إذا حدث الحريق في أكثر من سيارة في وقت واحد ، لأن 99.999 % من الطفيات الموجودة بسياراتنا مجرد ديكور وأصبحت تالفة ولايمكن الاستفادة من  تواجدها في  السيارات التي قد تتعرض للحريق ، لأننا أهملنا التركيزعلى تواجد طفاية الحريق الصالحة  ، لذلك من الضروري التفتيش الدوري على طفايات الحريق بالسيارات ، وأن تتضمن قوانين المرور تحرير المخالفات على عدم وجودها ،أو إذا كانت  تالفة أو منتهية الصلاحية، على أن تتضاعف قيمة المخالفة وتشدد العقوبة بسحب رخصة القيادة لفترة معينة في حالة التكرار، حتى يلتزم الجميع  بذلك حماية لأنفسهم وأموالهم  ،وقد تعرضت شخصيا لموقف لم استطع فيه المساعدة في أطفاء حريق سيارة وإنقاذها ، وشعرت بالحزن والأسى  لأننى عجزت عن استخدام طفاية الحريق الموجودة في سياراتي، لانني لم اتدرب على استخدامها من قبل ، ولم تطلب من إدارة المرور التدريب علي استخدامها ، مع أن ذلك يفرض على السلطات المختصة  بمنح رخصة القيادة التأكد من ذلك، واعتباره شرطا  لمنح أو تجديد رخص قيادة السيارات بأنواعها المختلفة ،وقد يتعرض البعض لذلك ويقف قائدو وأصحاب السيارات  – لعدم إدراكهم بكيفية استخدام الطفاية –  في موقف المتفرجين يشاهدون النيران وهى تلتهم أرواحهم وأموالهم و سياراتهم ، وهم لا حول لهم ولا قوة

ولا سيما الأرقام التي تتداول في التقارير الصحفية  – إذا كانت صحيحة – فهى خطيرة حول الخسائرالتي يتكبدها العالم في  الأرواح بخلاف الممتلكات  حيث  يقتل سنويا مليون ومائتي ألف إنسان على الطرق منهم 26 ألف قتيل في الدول العربية وحدها كما يجرح ربع مليون عربي للسبب نفسه، ويعنى ذلك أن هذه الكوارث تمثل  خسارة تقدر بـ 65 مليار دولار تتكبدها الدول العربية أي ما يعادل 2% من إجمالي دخلها القومي،  وإذا صدقت التوقعات فإن نسبة حوادث الطرق ترتفع عربيا بحلول 2020 بنحو 20% ، مع تغيير نمط الحياة والتطورات الاجتماعية والاقتصادية التي تطرا على المجتمعات، وتأتي مصرالأولى عربيا  من حيث عدد الضحايا، بينما  تعد السعودية الأكثر خسارة بسبب تلك الحوادث ،كما يشير تقرير صادرعن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط في وقت سابق ،  إلى أن سلطنة عُمان واحدة من أكبر دول الشرق الأوسط من حيث عدد وفيات حوادث المرور ، ولا ندري هل نستسلم لهذا الواقع المؤلم وتلك الخسائر المادية والبشرية  ما بين وفيات وإصابات وتدمير ،التي ترتفع  عاما بعد آخر والتي قد تطول كل منا  على المدى الطويل ؟؟ ولكنها ليست جميعها بسبب إهمال طفاية الحريق على الطريق ، وإن كانت واحدة من المسببات التي يمكن السيطرة عليها للحد من هذه الخسائر ، حيث  تتحمل شركات التأمين معظم الخسائر المادية عن طريق التعويضات وتكاليف العلاج أو إعادة إصلاح السيارات  ،وهي أهم البنود التي تمثل معضلة كبرى  في قوائم الخسائر لهذه الشركات في السنوات الأخيرة  ،لذلك هناك دور مفقود من حيث الرقابة والمتابعة والتوعية التي يجب أن  تتواصل  وتستمرمن خلال مختلف وسائل الإعلامية المتاحة ووسائل التواصل الاجتماعي  وجهات الأمن والسلامة والندوات الثقافية في المدارس والجامعات ، وجمعيات المجتمع المدني ، لخلق ثقافة  مجتمعية إيجابية تساعد في علاج هذه المشلكة، أو أن تحد منها بقدر المستطاع ولو على المدى البعيد للمحافظة على أرواحنا وممتلكاتنا وثرواتنا المادية والبشرية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى