أخبار عاجلةأراء ورؤىرئيس التحرير

حرب أكتوبر 73.. ورفع رايات الانتصارات

محمد محمود عثمان  

 حرب السادس من أكتوبر 1973 م ، رفعت رايات الانتصارات من خلال ملحمة عسكرية وقف أمامها الخبراء كثيرا كأعظم حرب في تاريخ العرب في العصر الحديث برغم مرور46 عاما عليها ، وبعد أن  حطمت قوات المدفعية والمقاتلات الجوية  المصرية تحصينات خط بارليف القوية ، التي كونت  سلسلة من النقاط  الحصينة  والطرق والمنشآت الخلفية، التي صنعت  الخط الدفاعي الأصعب في تاريخ الحروب، الذي  أنفقت عليه إسرائيل 300 مليون دولار والذي امتدت  دفاعاته أكثر من 160 كم على طول الشاطئ الشرقي للقناة ، مزودا بخط  أنابيب النابالم الحارق وسريع الاشتعال ،على امتداد  أطول مانع مائي في العالم وهو قناة السويس ، خاصة أننا كنا نعيش أياما حالكة السواد قاسى منها الجميع في أعقاب نكسة 1967، بعد  أن أشاع الإسرائليون  – مقولة وصدقوها – بأن العرب أمامهم 50 عاما على الأقل إذا فكروا في عبور القناة أو شن حرب على إسرائيل ، صاحبة” الجيش الذي لا يقهر ” وقد نجح الرئيس محمد أنور السادات باقناعهم بأنه صدق هذه الادعاءات ،بل ونجح في تنفيذ  خطة الخداع والتمويه الاستراتيجية ، بما لدية من حنكة ودبلوماسية أن يخدع أقوى أجهزة المخابرات العالمية الإمريكية والإسرائيلية وطرد الخبراء الروس ، وأعلن عن قيام مجموعة من ضباط الجيش للتوجة لأداء العمرة وسفر وزير الدفاع إلى إمريكا حيث نشرت جريدة الأهرام ذلك في صفحتها الأولى ، كما أطلق الإجازات للجنود وتسريح جنود الاحتياط  في ليلة السادس من أكتوبر ، حتى صدق الإسرائليون أن مصر لم ولن تحارب ، حتى وجهت مصر الضربة الجوية الأولى لسلاح الطيران المصري  في عز الظهر وفي الساعة الثانية بعد الظهر على خلاف مبادئ الحرب المتعارف عليها بأن الهجوم دائما يكون مع أول أو أخر ضوء في النهار

 وفي ظل هذه المشاهد  شديدة القتامة ،جاءت  حرب أكتوبر 1973م لتمسح بعضا من أحزان العرب في زمن الانتكاسات ، ولتفتح طاقة أمل ونور أمام المواطن العربي الذي حاصرته الانكسارات وجعلته قابعا تحت مظلة الانهزامات المتوالية منذ أكثر من نصف قرن من الزمن ، بداية من نكبة 1948م مرورا بنكسة 1967م , وصولا إلى أم النكبات بسقوط بغداد في مارس 2003م وما تلى ذلك فيما يحدث  في سوريا وليبيا واليمن والسودان ،

فجاءت حرب أكتوبر لترسخ  معاني الانتصارات  والبطولات في وجدان النشء، لأخذ العبر والدروس التي يجب أن يتعلمها أجيال اليوم والغد ، عن حرب السادس من أكتوبر ، حيث جسدت البطولة والشجاعة والتضحية والصبر والتخطيط والتنظيم والإدارة والإرادة ورباطة الجأش  وروعة الأداء ودقة التنفيذ ، فعلى المستوى العربي جسدت حرب “العاشر من رمضان – السادس من أكتوبر” ملحمة غير مسبوقة للتضامن العربي – العربي في العصر الحديث، حيث التف العرب ودول الخليج حول السادات وقدم  بعضهم للجيش المصري الدعم العسكري والمعنوي ، بالإضافة إلى استخدام سلاح النفط في المعركة ضد الغرب للمرة الأولى ، فتجلت بذلك الأخوة العربية ، التى نفتقدها كثيرا  في مواقف كثيرة متعلقة  بحاضر ومستقبل الأمة العربية،   

وبذلك كتب السادس من أكتوبر 1973  تاريخا جديدا للجندي العربي والمصري في مواجهة الجيش الذي لا يقهر ( الجيش الإسرائيلي ).. فتحية إلى من صنعوا ملحمة النصر ثم العبور من ذل الهزيمة الى فخر الانتصار،

تحية لرجال القوات المسلحة ولقائد هذا الانتصار العظيم الرئيس أنور السادات .. وتحية للجنود البواسل أداة هذا الانتصار .. وتحية لشهداء 6 أكتوبر .. وتحية لمن ظل منهم على قيد الحياة وتجاهلته أونسيته أو تناسته الحكومات المصرية المتعاقبة بعد عام 1973 وحتى الآن …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى