الهجوم على أرامكو ..والضغوط الإمريكية على السعودية وإيران
محمد محمود عثمان
نظرا لحسابات المصالح فإن الهجوم على شركة أرامكو للنفط قد لا يخرج عن كونه وسائل ضغط قوية على ايران لفرض المفاوضات عليها ،وكذلك ابتزاز السعودية لبيع النفط الصخري الإمريكي وهى وجه أخر بدلا من استهداف ناقلات النفط في البحر فإن الضرب الآن في المنبع مباشرة ، لذلك فربما تكون هذه الضربات امريكية وربما إسرائيلية لصالح امريكا، التي سارعت باتهام إيران بدون تقديم دليل مادي يثبت ذلك ،سوى مجرد تصريحات المسؤولين بالإدارة الأمريكية بأن صور الأقمار الصناعية تتوافق مع هجمات من الشمال أو الشمال الغربي، وهو ما يُشير إلى احتمال أن تكون الهجمات قادمة من اتجاه إيران أو العراق، لا من جهة اليمن،والغريب أن إيران تنفي مسؤوليتها وترجح الحوثيين على الرغم من علاتهاالوطيدة بهم ودعمها لهم ، في ظل وجود قطع حربية من الأسطول الإمريكي والبريطاني أيضا في المنطقة تستطيع أن تفعل كل شيء في غيبة من دول المنطقة ،وهي أيضا تصور وترصد بالتقنيات العسكرية المتطورة كل الأنفاس والتحركات الصغيرة قبل الكبيرة،
وتعرف يقينا نقاط إنطلاق الصواريخ على أرامكو، وهذا يعني المعرفة التامة بمن قام بالهجوم ومصادرة ،خاصة أن إيران ليست بالسذاجة حتى تستنفرالعالم ضدها وهى تعاني اقتصاديا من آثار فرض العقوبات الإمريكية عليها وتخشى من زيادة الحصار ، بالإضافة إلى قدرة الحوثيين وإيران المحدودة على تحديد الأهداف النفطية بهذه الدقة المتناهية ،لأن الضربات كلها أصابت أهدافها بدقة متناهية ولا يوجد بها أي خطأ ، بالإضافة إلى القدرة الخارقة في اقتحام الدفاعات الجوية السعودية وضرب المصفاتين في نفس الوقت على الرغم من بُعد المسافة بينهما ، تؤكد استخدام طائرات وأسلحة متطورة لا توجد في حوزة الحوثيين والإيرانيين إلا إذا استخدت إيران هذه التقنيات بمساعدة إمريكية ، ولا سيما أن صواريخ كروزالتي استخدمت في الهجوم أمريكية الصنع وهي صواريخ ذكية تسيّر بالأقمار الصناعية وقد اطلقتها أمريكا على نظام بشارالأسد من قبل عندما استعمل الكيماوي، وأنه طبقا لتقاريرالمحللين العسكريين فإن إيران تملك 10 صواريخ كروز فقط من عام 90 19وهي قديمة وغير مطورة ، لذلك فإنه في إطار حسابات المصالح طبقا لتصريحات الرئيس ترامب بأن “مصالح إمريكا أولا” فإمريكا تريد أن تثبت للعالم إمكانية الاستغناء عن النفط العربي وفي ذات الوقت تفتح الفرص أمام بيع النفط الصخري الإمريكي ، في ظل إضعاف قدرة أرامكو وخفض قيمة اسهمها المعروضة في البورصات العالمية ،ومن ثم يمكن الاستحواز علي هذه الاسهم بسعر زهيد ،إلى جانب عقد صفقات بيع أسلحة جديد لدول المنطقة بخلاف صفقات الأسلحة السابقة التي بلغت قيمتها نحو 195 مليون دولار، خاصة مع تصريحات ترامب في البيت الأبيض للصحافيين: “نحن لم نتعهد لحماية السعودية ،ولكننا سنساعدهم ،ويجب أن يدفعوا” من مفهوم البقرة الحلوب،الذي أطلقة ترامب على السعودية .