العابثون والمغردون في وسائل التواصل الاجتماعي ..وحقوق الآخرين
محمد محمود عثمان
السنوات الأخيرة شهدت زيادة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، واستغلالها من قبل بعض ضعاف النفوس لتصفية الحسابات أو التشهير، وفي ذلك إساءة لاستخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ، حيث يجهل الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وممن يعتبرون أنفسهم أوصياء على الأخرين وعلى المجتمع قواعد وأصول النقد الموضوعي ، بعد أن قد اتاحت وسائل التواصل الاجتماعي – وللأسف الشديد – مساحات شاسعة مجانية ، بلا ضوابط للمغردين والمعلقين من الأذكياء والأغبياء والمتعلمين والجهلاء والمرضى النفسيين ولمن يشعرون بالنقص في الشخصية المهزوزة التي تبحث لها عن دورفي الحياة ،من خلال قيامهم بسب وقذف وشتم والتشهير بمن يعرفون أو لايعرفون،وتعمدهم الإساءة عن طريق النشر بدون أي مصلحة أو صفة تعطيهم الحق في ذلك،وهذا يضعهم تحت طائلة القانون لأنهم لايعرفون أو يجهلون أو يتجاهلون أو كل ذلك ، ويزجون بانفسهم في كل شئ بدون علمهم بأي شئ ، وفي البداية هناك حق لكل مغرد أن يعبرعن رأيه في أي من الوسائل المتاحة أمامه ،كفيما يشاء ووقتما يشاء ، ولكن هناك مسؤوليات ناشئة عن استخدام هذه الوسائل وهذا الحق ، في إطار مقولة أنت حر ما لم تضر ، أي غرد كما تشاء وأكتب ما تريد وقل ما تحب أو تكره ، ولكن لا تمس حرية الآخرين او خصوصياتهم ، ولا تسبب لهم ضررا في سمعتهم أو تمس شرفهم أو كرامتهم ، مهما كانت المبررات من وجهة نظرك ، لأن الأفعال التي من شأنها النيل من سمعة الآخرين وكرامتهم والتشهير بهم أفعالا مجرمة قانونا ، وليست من قبيل النقد المباح أو من قبيل الحق في نشر الأخبار، و سيما إذا كانت تحط من قدر الشخص عبر البيئة الإلكترونية وبين أهله وأصدقائه وعشيرته ،ولابد أن يعلم هؤلاء ،أن القانون قد رتب على كل من يرتكب هذه الأعمال عقوبات مدنية وجزائية، بعد أن ارتفعت الشكاوى على “الشاتمين في وسائل التواصل الاجتماعي “التي تحولت إلى مرتع ومنصة لتصفية الحسابات أو إثبات الذات بأنماط مستفزة ،ضد شخصيات لها مكانتها المجتمعية والوظيفية ، وقد تكون بغرض الابتزازالمادي أو الجنسى أوتحقيق المصالح الشخصية أوحب الظهوروانتحال دور البطل أو حامي الحمى بدون وعي أو علم أو منصب يتطلب منه هذه الأعمال التي يجرمها القانون
وهذه المقدمة ضرورية قبل أن نتحدث عن مقالى في الشبيبة الأسبوع الماضي تحت عنوان “سلطنة عمان .. السيرة والمسيرة خلال 49عاما “حيث وجه لي أحد المغردين عبر تويتر الرسالة التالية :-
” إذا كنتَ لا تستطيع كتابة مقال قصير من 575 كلمة تعبّر فيه عن حبك “المزعوم” لبلد أو شخص فمن الأفضل لك أن تصمت، خاصة أنه لم يطلب منك أحد مدحاً ولا ذما. أما أن يكون مقالك مجرد تلفيق لفقرات من هنا وهناك فهذا يعني أنك مفلس. والله الغني عن حبك ومدحك. التفاصيل في سلسلة التغريدات القادمة”
وكال لى التهم بالسب والقذف وبأني لا استطيع كتابة مقال قصير من عدة كلمات ، وأن المقال تلفيق من هنا أو هناك و بنقل بعض العبارات من الآخرين التي أمتدح فيها جلالة السلطان المعظم ، وهو لا يعلم أن عنوان المقال “السيرة والمسيرة ” وقلت في مقدمته إنه تجسيد للواقع الذي تشهده عمان بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم خلال 49 عاما وهوبذلك لم يفهم أني اتحدث عن مسيرة وسيرة النهضة المباركة، وليس المقال بحثا علميا بهوامشه ومصادره، ومن ثم أنا الذي احدد اختياراتي والعبارات والصفات التي تدعم المقال لأنها مجرد صفات شخصية ونهج للسلطنة متداول في كل وسائل الإعلام ،ولا يختلف عليه أحد ومن الممكن أن تتكرر في أكثر من مقال ولأكثر من كاتب في ذات الوقت لأنها حقائق ثابتة ولا يستطيع أحد التشكيك فيها،
مثلما يتكررنشر الحسابات الختامية للشركات أو ميزانيات الدول ،لذلك استغربت من هذه التغريدة في يوم الاحتفال بالعيد الوطني المجيد وخاصة أني انتقيت موضوع المقال بما يناسب هذه المناسبة العظيمة لأعبر فيها عن حبي للسلطنة وسلطانها المعظم ، واخترت أفضلها من مجموعة مقالات نشرتها منذ نهاية التسعينات وتحديدا من عام 1998 وحتى عام 2016 في صحف عمان والشرق والأهرام والكتاب الذي أصدرته شركة لما للخدمات الإعلانية ” قابوس وإنجازات 45 عاما ” وللأسف معظم هذه المقالات لا توجد على مؤشرات البحث في مواقع الإنترنت لأنها لم تعاصر هذه التكنولوجيا ولكنها موجودة في أرشيفات الصحف، لذلك جوجل قدلا يعطينا كل الحقائق إذا اعتمد عليه البعض في استيقاء المعلومات
وإذا بقى سؤال فهو : كيف ينصب البعض من أنفسهم قيما على الآخرين وعلى آرائهم وكتاباتهم ومشاعرهم تجاه الآخرين ، ومن أعطاهم الحق في ذلك ؟ حتى أن أحد المغردين طلب مني الصمت واعتبرحبي للسلطنة حبا مزعوما، ومن ثم يمارس سلطات ليست من حقه في توجيه الاتهامات التي تضر بالآخرين جزافا، وهذا قليل من كثير ،أما باقي تعليقات المغرد والعابثين والمنقادين خلفه بلا وعي أو إدراك للحقيقة وقبل أن يتحروا الدقة ،فلها موقع آخر ليس هنا مكانه أو مجالة، وإن غدا لناظره قريب.
===================