أخبار عاجلةأراء ورؤىسياحة

السياحة الشتوية العربية .. والمخاوف

محمد محمود عثمان

الإرهاب أصبح الآن مشكلة تؤرق  الدول السياحية والقائمين على السياحة  نظرا للآثار السلبية على الأفراد والمجتمعات  ومن ثم على الحياة الاقتصادية  والأنشطة السياحية وعلى الأمن القومي والوطني

ومع اشتعال المنافسة بين دول العالم التي تعتمد على السياحة في تحسين دخلها ،و دول الشرق الاوسط وخاصة سوريا ومصر وتونس وهي الدول السياحية العربية الاساسية والمنافسة في مجال السياحة العالمية، لذلك تتعرض هذه الدول بين الحين والآخر لهجمات إرهابية تعمل على استمرار تدهور الوضع الامني في هذه الدول، فقد تحدث  بعض الأعمال  التي تنم عن مخطط معد مسبقا من اجل تدمير السياحة العربية، من خلال المجموعات الإرهابية المسلحة التي قد  تهاجم الاماكن السياحية سواء اكانت دينية واثرية او السياحة الساحلية، خاصة أن بعض دول أوروبا ومنذ عدة سنوات تعاني

من ازمات اقتصادية متتالية، وهي تحاول الخروج من هذه الازمات باي طريقة ممكنة، مشروعة أو غير مشروعة ،  ولاسيما أن بعض الدول القريبة من المنطقة العربية هي دول سياحية ايضا وتملك اماكن سياحية مهمة مثل تركيا فرنسا واسبانيا،

لذلك  فربما أن الدول الاوربية وبعض دول المنطقة تحاول القضاء على  السياحة العربية بكل أنواعها لإخراجها من حلبة المنافسة الشريفة  حتى يتحول المد السياحي إلى هذه الدول ، تحت شعار هروب السائحين من المناطق الأقل أمنا نحو المناطق الأكثر أمنا، وقد تحسنت الإيرادات السياحية   في دولة مثل تركيا و أسبانيا بشكل أكبرفي السنوات الأخيرة ، و تعافي قطاع السياحة بها  نتيجة  تداعيات الأزمة العالمية، ونتيجة  للاضطرابات السياسية وثورات الربيع العربي التي عرفتها تونس ومصر، وهما وجهتان سياحيتان تنافسان إسبانيا،وليس غريبا أن تستقبل إسبانيا 9 ملايين سائح في الربع الأول من العام 2011، بنسبة ارتفاع بلغت  2.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2010، وهذه الزيادة جاءت على حساب تراجع السياحة في مصر نتيجة العمليات الإرهابية المتكررة، اذ تراجع عدد السياح الى مصر في شهر فبرايرعام 2011 إلى 211 ألف سائح، مقارنة بمليون و14 ألفا في يناير عام2011، ومن ثم تراجعت الإيرادات السياحية في فبراير 2011 إلى 375 مليون دولار مقابل 825 مليونا في الشهر نفسه من عام  2010  ،على الرغم من أن  موقع  «سكايسكانر» العالمى  قد أدرج مصر بكل مزاراتها ومنتجعاتها السياحية ضمن قائمة الدول التى يجب أن يزورها السياح من أنحاء العالم هذا الشتاء، وأطلق الموقع، ومقره مدينة أدنبرة عاصمة إقليم اسكتلندا بالمملكة المتحدة، حملة بعنوان «أرخص 10 وجهات تنعم بصيف الشتاء» لجذب السائحين من أنحاء العالم لزيارة هذه الوجهات، ومنها  مصر، التي  تنعم بالشمس ومنتجعات البحر الأحمر ، وركز الموقع، الذى ينشر بـ 30 لغة ويزوره 60 مليون شخص شهريا، على منتجع شرم الشيخ. ووصفه بأنه  وجهة تتمتع بشعبية هائلة فى كل أيام السنة حيث يوفر الغطس الرائع تحت الماء وفرصا لا محدودة للحصول على اللون الأسمر،وهذه شهادة جيدة للسياحة المصرية ، نتمنى أن نستثمرها ،خاصة ونحن على أبواب الموسم السياحي الشتوي ، الذي بدأ بهجوم إرهابي مؤخرا على إحدى الحافلات التي تقل بعض المصلين العائدين من أحد الأديرة في صعيد مصر، واعتقد أن مثل هذه المحاولات قد تتكرر في مناطق مختلفة في سيناء ومرسى مطروح أو شرم الشيخ ، في توقيتات مختلفة وموقوته، لأنه كلما يبدأ  قطاع السياحة في الانتعاش النسبي ، تأتي حادثة إرهابية – مهما كان حجمها أو مكانها- ليتراجع الإيراد السياحي من جديد وهكذا ، وقد يحدث ذلك في سوريا و تونس أيضا في بعض المناطق ، لإرسال رسالة سلبية إلى السائحين ، لبث الخوف والذعرفي نفوسهم ، لتغيير وجهاتهم  السياحية إلى الدول المنافسة في مجال السياحة ، وعلينا في الدول العربية الحذر من ذلك ، والاستعداد لمواجهته مبكرا حتى لا نخسر الموسم السياحي الجديد، وعلينا بالتالي  أن نوفر البيئة الامنة والبنى التحتية اللازمة، وأن ندرك حجم المؤامرات  التي بدأت تنفذ ضدنا ، لذلك على الدول العربية أن تضع الخطط القادرة  على تكريس الأمن والاستقرار وإحباط أي محاولات  إرهابية واجهاضها قبل وقوعها  بقدر الإمكان ، حتى لا تتأثر حركة السياحة الدولية إليها.

===================

====================================

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى