الانقسام العربي.. والتفوق الاسرائيلى
محمد محمود عثمان
في ظل حالة التشرزم التي أصبح فيها أفراد الأسرة الواحدة والقبيلة والعشيرة الواحدة في الوطن العربي الواحد ينتمون إلى معسكرات سياسية وأيدولوجية وطوائف دينية متفرقة ومختلفة في ذات الوقت … تعكس أكبروأقوى حالات الوهن والضعف العربي .. في ظل زيادة نفوذ إمريكا وبريطانيا والدول الإقليمية مثل تركيا وإيران وإسرائيل في المنطقة وانقسام الدول العربية إلى محاور مرتبطة بها،
وفي ظل حالة الموت السريري للجامعة العربية التي أسلمت الروح امتثالا للإرادة السياسية للدول الأعضاء ، حيث لم يبق إلا الإعلان الرسمي عن تشييعها لمثواها الأخير
لذلك نجد اسرائيل تقول بأعلى صوت للجميع نحن هنا .. نعربد في لبنان… وفلسطين .. وسوريا كما نشاء وفي ظل التصدع القائم في اليمن وتونس واليمن وليبيا والجزائر والعراق ، وتبدد أحلام رياح التغيير إلى الأفضل ديمقراطيا واجتماعيا وسياسيا التي تبنتها شعارات “الربيع العربي” والتي أسفر عن أوضاع مزرية ، وتمثل بعضها في وجود حرب أهلية في بعض الأماكن وصراعات طائفية في أماكن أخرى أو في وجود النار تحت الرماد في معظم البلدان التي تتطلع إلى الحرية والعدالة الاجتماعية ، ولم تحصل عليها ، ولابد أن نعي أن إسرائيل تتحين الفرص ،و تختار التوقيت الملائم لتحقيق أهدافها بل وفرضها – ولو على مراحل – وعلى المتضرر أن يرضى بالأمر الواقع ، في الوقت الذي لا يملك فيه العرب كبيرهم وصغيرهم إلا الانصياع والاستمتاع بمشاهدة الطائرات الاسرائيلية وهى تخترق الأجواء العربية بحرية تامة وتفوق يفوق قدرتها المحدودة على الرد أو الردع ، بعد أن فرضت إسرائيل في ظل موازين القوى الحالية تغيرات على الأرض في الضفة وقطاع غزة وهضبة الجولان
واصبح لزاما علينا كعرب إذا أردنا أن تكون لنا كلمة مسموعة أو أن نجد لنا قدما على خريطة العالم المتحضر،أو أن نرقى إلى مستوى المسؤولية ضمن النظام العالمي أن نبحث عن الشرعية داخلنا قبل البحث عن الشرعية الدولية، وإلا فإن الصورة البديلة عن العرب هي انتشار الجماعات المسلحة والحروب الأهلية التي تأتي على الأخضر واليابس ، ولا تثمر سوى الفرقة والتشتت والضياع ، الذي يمهد الأرض أمام أطماع وطموحات إسرائيل الكبرى ، في أن تكون هى القوى العملاقة والقادمة والمسيطرة على المنطقة وثرواتها